كعادة الجماهير والإعلام السعودي الذي يتصرف بالعاطفة، انقلب الجميع على المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني للأخضر، وأصبحت تُطالب برحيله، وهو السيناريو الذي اعتدنا عليه خلال السنوات الأخيرة، ومع كل مدرب يتعثر في أي مباراة، ولكن هل يستحق مدرب الصقور الحالي الإقالة؟GOAL AR / Gettyأحمد رفعت

أسلحة غير قابلة للمواجهة .. روبرتو مانشيني وطريقته الخاصة في تصحيح أوضاع الأخضر رغم الانتقادات!

كيف يتعامل مانشيني مع الضغط الإعلامي ويصحح أوضاع فريقه؟

كعادة الجماهير والإعلام السعودي الذي يتصرف بالعاطفة، انقلب الجميع على المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني للأخضر، وأصبحت تُطالب برحيله، وهو السيناريو الذي اعتدنا عليه خلال السنوات الأخيرة، ومع كل مدرب يتعثر في أي مباراة، ولكن هل يستحق مدرب الصقور الحالي الإقالة؟

بلا شك مانشيني صاحب اسم كبير، وترك المنتخب الإيطالي من أجل مشروع المنتخب السعودي، وهو ما قام به بالفعل منذ أن تولى المسؤولية، حيث قاد مشروع إحلال وتجديد دماء الأخضر بشكل كبير جدًا.

مع بدء روبرتو في تنفيذ المشروع بتخفيض معدل الأعمار بصفوف المنتخب السعودي، تعرض لسيل من الانتقادات الحادة، والتشكيك في قدرته على قيادة الأخضر لتحقيق أهدافه.

وصل الأمر إلى أنه عندما اتخذ قرارات حاسمة ورادعة لنجوم الأخضر الذين امتنعوا عن الانضمام لصفوفه، أو المتواجدين في معسكره قبل كأس آسيا 2023 والقيام بتصرفات غير مقبولة، مثل الذي فعله الحارس الشاب نواف العقيدي وأيضًا سلمان الفرج وسلطان الغنام، سرعان ما كان الإعلاميين والجماهير في صف هؤلاء النجوم، دون معرفة ما أسباب قراراته.

ما هو تقييمك لعمل مانشيني مع الأخضر من 1 إلى 10؟ 🧐pic.twitter.com/Q8ZgwA7Rff

وبعد أن تم الكشف عن أسباب قرارات مانشيني، تغيرت ردود الأفعال، وأصبحت تلك الأصوات وتحولت إلى مدح في المدرب الإيطالي وذم في هؤلاء اللاعبين.

والآن بعد أن تعادل الأخضر في المباراة الافتتاحية بالدور الثالث ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 أمام إندونيسيا، تحول الإعلام السعودي والجماهير ضد مانشيني، وأصبحوا يُطالبون بإقالته.

ومع الضغط الإعلامي الكبير الذي يتعرض له مانشيني خلال الفترة الحالية، نتحدث فيما يلي عن كيفية تعامله مع الضغط الإعلامي، وأيضًا طريقته الخاصة في تصحيح أوضاع أي فريق يقوده..

ردود ذكية وثقة بالنفس .. سلاح مانشيني في وجه الضغط الإعلام

يُعرف مانشيني بقدرته على التعامل مع الضغوط الإعلامية بشكل احترافي كبير، نظرًا للخبرة الكبيرة التي يمتلكها في عالم التدريب سواء الأندية أو المنتخبات.

دائمًا ما يُظهر المدرب الإيطالي الهدوء والثقة بالنفس في ردوده، وهو الأمر الذي يقلل من تأثير الضغوط عليه وعلى اللاعبين، مثلًا حينما يُسأل عن سبب تغيير التشكيل يرد بكل ثقة ودبلوماسية: "أنا أختار التشكيل الذي أعتقد أنه سيحقق أفضل نتيجة للفريق في هذه المباراة".

وكما أن ردوده ذكية، ويرد بشكل مُحكم على الأسئلة الصعبة، مما يقلل من فرص حدوث أي أزمات إعلامية، كمثال على هذا، عندما يُسأل عن مستوى حكم يكون رده: "الحكام بشر ويرتكبون أخطاء أحيانًا، وأركز على أداء فريقي ولا أريد الحديث عن قرارات الحكام".

الأخضر يسقط في فخ التعادل أمام إندونيسيا ❌منتخبنا يتعادل بصعوبة على ملعب الجوهرة ✋#السعوديه_اندونيسياpic.twitter.com/bgY4cEQTph

التحليل والبناء .. طريقة مانشيني لتصحيح الأوضاع

حينما يتعرض فريق يتولى مانشيني تدريبه لتذبذب في الأداء، دائمًا يقوم بتحليل أسباب تراجع المستوى أو النتائج، وهو الأمر الذي قد يجعله يقوم بإجراء تغييرات تكتيكية تُساعده في المباريات.

مثلًا في مباراة إندونيسيا دخل المدرب الإيطالي بأسلوب متحفظ دفاعيًا، فأحرجه المنافس أمام جماهيره، وبعدها حاول الضغط حتى أحرز هدف التعادل، وانتهت المباراة على تلك النتيجة وسط استبسال الخصم دفاعيًا.

وفي مباراة الصين بالجولة الثانية، تأخر الأخضر بهدف مبكر، وطُرد محمد كنو لاعب الوسط، ورغم ذلك تعلم مانشيني جيدًا ودرس أسباب التعادل مع إندونيسيا، ليندفع ويُغامر هجوميًا وسجل هدفي التعادل والانتصار.

لهذا السبب ضاعت ركلة جزاء سالم الدوسري أمام إندونيسيا 🤯pic.twitter.com/rmTd5uTrat

ويستغل مانشيني علاقته باللاعبين بالشكل أمثل، وكان ذلك قد حدث بالفعل بعد مباراة إندونيسيا، حيث جعل العلاقة بينه بين لاعبيه رسمية، ليشعر الجميع بأن الأمور جدية ولا مجال للتهاون في مواجهة الصين، وهذا ما حدث بالفعل.