Are American High School Certificates Recognised by Australian Universities?
- 2024-12-28 06:21:52
السيدة المصرية منذ فجر التاريخ كانت لها تأثير في المجتمع ، فوراء كل سيدة مصرية ناجحة قصة كفاح ملهمة، بدأت بحلم حاربت لتحقيقه برغم الصعاب التي واجهتها
** الأم المصرية هي الأكثر تأثيرا في المجتمع** أصدرت اول حكم اعدام لعامل خطف ابن جاره لطلب فدية وقتله خوفا من افتضاح أمره** القتلة المتسلسلين فئة من البشر لكنهم "مفترسين" ومعدومي المشاعر والضمير
السيدة المصرية منذ فجر التاريخ كان لها تأثير في المجتمع، فوراء كل سيدة مصرية ناجحة قصة كفاح ملهمة، بدأت بحلم حاربت لتحقيقه برغم الصعاب التي واجهتها ، المستشارة فاطمة قنديل نموذج للسيدة المصرية التي حفرت اسمها في التاريخ المصري، كأول سيدة تعتلى منصة محكمة الجنايات، وأول قاضية تصدر أحكام بالإعدام، بعد ان كان ذلك درب من الخيال، وفى حوارها الشامل الحصرى، مع اليوم السابع تكشف لنا المستشارة فاطمة قنديل وتعمل عضوا بدائرة محكمة جنايات القاهرة حاليا، رحلة الوصول لحلمها.
فى البداية ماذا يمثل لكى لقب أول سيدة تعتلى منصة الجنايات؟
مصدر للفخر والاعتزاز، ولكنه ليس مجهود فردى ولكن أسرتي كان لها دور كبير فيما وصلت له، وكونى اننى أول سيدة اقتحمت مجال كان مقتصر على الرجال، خاصة وان مصر أول دولة عربية تعتلى فيها سيدة منصة الجنايات .لماذا تأخر تولى المرأة منصة الجنايات رغم أنها تولت القضاء منذ عام 2007 ؟
محاكم الجنايات لها وضع آخر تماما عن محاكم المدني و الاسرة و الجنح والجنح المستأنفة،فالمشرع غلظ العقوبة في الجناية التي تبدأ من السجن، والسجن المشدد والمؤبد وتنتهي بالإعدام، ومن ثم فهي تنظر في محاكم الاستئناف فقط، وليس في المحاكم الجزئية أو الابتدائية كالجنح والجنح المستأنفة .يلزم لاعتلاء منصة الجنايات، قاض بدرجة مستشار علي الأقل تحديدا وهي درجة يلزم لها باع في الخبرة والسن وفي عام 2007 لم يكن هناك قاضيات بدرجة مستشار.شخصية نسائية أثرت في حياة المستشارة فاطمة قنديل؟
من وجهة نظري أن الأم المصرية، هي أكثر الشخصيات تأثيرا في حياتي وفى المجتمع المصرى، فوالدتي كان لها دور كبير فيما وصلت إليه فهي كانت تدعمني وتشجعني، وتسافر معي رغم الصعوبات التي واجهتها كونها فقدت زوجها، فكل امرأة حققت نجاح أو سبق علمي كمثال الدكتور سميرة موسى هي الأكثر تأثيرا في المجتمع..هل كان في مخططك منذ الصغر أن تكوني قاضية؟
في بداية حياتي كنت أتمنى اصبح كاتبة أو اديبه، حيث أننى أعشق القراءة والكتابة في التاريخ وعلم النفس والمنطق، وكنت معجبة بكتب القانون، لأنها تشارك في كل المجالات سياسا وفنيا وحتى دينيا، ففقرت الالتحاق بكلية الحقوق حبا في القانون، ولم يكن في مخططي الدخول في السلك القضائي .البعض كان متحفظا من تولى المرأة القضاء، خوفا من تغليب مشاعرها على قرارات تحدد مصير أشخاص؟
في نظرى أن الدولة والمجتمع تخطيا تلك المرحلة، وأوضحت أن مشاعر المرأة لا تتحكم في قراراتها لان العلم والدراسة، تجردك من المشاعر اثناء الحكم على الأشياء أو القضايا فالقضاة هم أهل العدل في الأرض، وليس كل امرأة تصلح للعمل في السلك القضائي فقاضى الجنايات له مواصفات مختلفة .وأشارت إلى أن كونها إمراه فهي تعلم وتفهم مشاعرها، وأكثر وعيا بقضايا السيدات ومدركة وبوضح وجهة نظري في المداولة مع زملائي القضاة، خاصة في قضايا التحرش وهتك العرض والجوانب الانفعالية للضحية للمرأة سواء كانت متهمة أو مجنى عليها وليس كونى سيدة أن اتعاطف مع المرأة.
كيف تدرجت المستشارة فاطمة قنديل فى السلك القضائي حتى أصبحت أول قاضية جنايات في مصر؟
تخرجت من كلية الحقوق بتقدير جيد مرتفع، وعينت " وكيل نيابة إدارية في الفيوم وفى ذلك الوقت كانت أول مرة يتم تعيين سيدة للعمل في تاريخ النيابة الادارية ، سنة 1995 وهى نيابة مختصة بالتحقيق مع الموظفين في الدولة واكتسبت خبرات كبيرة في العمل بالنيابة الإدارية، وكان هناك أياما يستمر فيها التحقيق لساعات متأخرة وكان طريق عودتي للقاهرة مشقة كبيرة، واستمريت في العمل للنيابة حتى عام 2007.
"اتجهت للقضاء عام 2007 في مسابقة بطريق تقديم طلب ترشيح في مسابقة أعلن عنها لأول مرة لتعيين قاضيات بمحاكم القضاء العادي، حيث تم ندبى في المكتب الفني لوزارة العدل ثم عملت عضو في دائرة مدنى في محكمة شمال الجيزة ، وعملت في كل فروع المدني مستأنف كلى ايجارات تجارى عمال، وفى كل مرحلة كنت اجتهد واركز في عملى بشكل كبير ولا افكر في المرحلة المقبلة، فنجاح أي امرأة ليس لكونها امرأة ولكن بسبب اجتهادها واخلاصها في العمل واستمريت في العمل بمحكمة مدنى حتى عام 2014 .
تم ترقيتي بدرجة مستشار وطلبت في الرغبات بالحركة القضائية لأول مرة العمل في محكمة الجنايات ولكن قوبل طلبي بالرفض في البداية، لصعوبة العمل في الجنايات بسبب السفر والمشقة التي لا تتناسب مع طبيعة المرأة ، ولكن حبى في العمل الجنائي لأنني درست سيكولوجية القتلة المتسلسلين خاصة انهم موجودين ليس في الخارج ولكن تجدهم في المجتمع فهو فصيل من البشر ولكنه "مفترس" ويتمير البذكاء لكنه معدوم المشاعر والضمير ، وهو ما حدث مع سفاح التجمع فهو يندرج تحت مسمى قاتل متسلسل.
وأتذكر أول يوم عمل لى في محكمة جنايات السويس وظن المحامون في القاعة أننى من شئون اجتماعية وكانت نظرات استغراب منهم، كونى واقعة أولى في تاريخ القضاء الجنائى، تحملت الإقامة في فندق بسبب أن استراحات القضاة كانت للرجال ووالدتى كانت تقيم معى في فترة عملى في محكمة جنايات السويس.وأتذكر أن رئيس دائرة جنايات في بدء عملي القضائي عام طلب مني عدم حضور قضية اغتصاب تنظرها الدائرة حتى لا تحرج من الألفاظ والعبارات التي في المرافعة الشفهية، لكنى شاركت في المداولة وإصدار الأحكام، ويحرص زملائى من القضاة الاستماع لآرائي ومناقشاتي بمنتهي الاهتمام والجدية خاصة أن دراساتي النفسية عن سيكولوجية المجرم خاصة القتلة المتسلسلين .
برأيك ما الفرق بين القاضي والقاضية أثناء محاكمة المتهمين في قضايا الجنايات؟
اعتقد أن المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة غير موجود في الواقع ،فالاختلاف في القضاء أو أى مجال أخر فهو إيجابى، فوجود المرأة هو إضافة لزيادة روافد العدالة ومنابعها ، خاصة وأن المرأة القاضية أكثر وعيًا وإدراكًا لانفعالات السيدات ودوافعها الإجرامية وكذلك أكثر وعيًا وإدراكا لنفسيتها في جرائم التحرش والاغتصاب وهتك العرض، وكذلك تعي تماما ظروف وملابسات انحراف الحدث والشباب وتقدرها التقدير الموضوعي، ولها نظرة شمولية في تصور كيفية ارتكاب الجريمة أكثر من الرجل، فهي قادرة علي ربط الأحداث وتسلسلها وده يضيف ويفيد في المداولة وكله يصب في النهاية لمصلحة المجتمع.ما رأيك في المبادرات الرئاسية لدعم المرأة؟
من وجهة نظرى أن القيادة السياسية مهتمة جدا بالاستفادة من كل الكوادر والكفاءات الموجودة فى المجتمع، وعلى رأسها العنصر النسائى، وان الدولة فى ظل القيادة السياسية مقدرة دور المرأة، وكم التضحيات التى بذلتها مقابل الوقوف فى التيارات الظلامية وهو ما تجسد فى ثورة 30 يونيو وبالاهتمام بالمشاركة فى الانتخابات .أدعم جدا هذه المبادرات وأثمنها وأطالب باستمرارها، وأوكد أن فترة الرئيس عبد الفتاح السيسي هي العصر الذهبي للمرأة التي حصلت فيه على حقوقها، وتم دعهما هو تلك الفترة سواء أجهزة الدولة او القيادة السياسية، في الماضي كانت المرأة لم تحصل على دعم ويتم تجنبيها والاولية للرجل باعتباره متفرغ ، وقرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بدخول المرأة في مجال النيابة العامة قرارا تاريخيا ومن حق الفتاة أن تحلم في أي مجال فالباب أصبح مفتوحا للجميع، ورسالتي لأى فتاة أو امرأة أن تجتهد وتدرس وتتعلم كل يوم ولا تتوقف عن العلم والدراسة.
ما هي القضية التي تمنيت أن تكوني مشاركة في محاكمة المتهمين وصدور الحكم ضدهم؟
كنت أتمنى أن أشارك في محاكمة وصدور حكم ضد "الدواعش" قتلة المصريين في ليبيا فهو حادث بشع للقصاص من القتلة ،ولكن قواتنا المسلحة شفت غليل المصريين بالثأر من القتلة، ومن ضمن القضايا التاريخية التي تمنيت أن أكون عضو في محاكمة ريا وسكينة نظرا لأنها كانت غريبة على المجتمع وبها تفاصيل كثيرة فضلا على أن أول مرة يصدر حكم بالإعدام ضد المرأة .
ما هي أول قضية شاركت في صدور حكم الإعدام ضد مرتكبيها؟
كانت في الإسماعيلية والمتهم فيها رجل وزوجته خطفا ابن جارهم طفل لمدة شهر، وطلبوا من والد الطفل مبلغ فدية لاطلاق سراحه، والغريب في التحقيقات وأوراق القضية أن المتهم كان يتظاهر لجاره بالمشاركة فى البحث عن الطفل مع والده باعتباره جارة، ورغم أن والد الطفل دفع مبلغ الفدية للمتهم وزوجته إلا أن المتهم عقد النية وقرر التخلص من الطفل خوفا من افتضاح أمرة نظرا لان الطفل يعرفه بسبب الجيرة، فاتفق مع زوجته على التخلص من المجنى عليه وطلب المتهم من الطفل المكوث في السرير للنوم وانقض عليه بـ" مخدة" وقتله خنقا، فحكمت المحكمة بإجماع الآراء على معاقبة المتهم وزوجته بالإعدام شنقا، وأود هنا أن أؤكد أن مصر من أكثر الدول في وضع الضمانات لإصدار أحكام الإعدام، وذلك لأكثر من سبب أولها أن حكم الإعدام لا يصدر إلا بإجماع آراء أعضاء الدائرة، ويتم نقضه أوتوماتيكيا، ولابد من إجماع قضاة.ما هي المؤهلات التي حصلتي عليها بجانب عملك في القضاء ؟
حصلت على زمالة الدفاع الوطنى بعد دراسة لمدة عام في أكاديمية ناصر العسكرية، وتعلمت فيها كال الاخطار التي تحيق بالأمن الوطني، واستفدت وبذلك مجهود كبير فيها حيث قمنا بزيارة كل أفرع القوات المسلحة .ما الفرق بين العمل كقاضى جنح عن الجنايات?
هناك فرق كبير بين قاضى الجنح والجنايات لان الذى يعمل بدائرة الجنايات لابد أن يحصل على درجة مستشار، فضلا عن نوعية القضايا المنظورة أمام الجنح والتى تقتصر على الحبس فى قضايا مثل الضرب والنصب، أما الجنايات فيكون الأحكام بها السجن والعقوبات قد تصل للإعدام.