بعد حوالي عام على إنجاز كأس العالم، يدخل المنتخب المغربي كأس الأمم الإفريقية وهو في زي مختلف تمامًا عن ما لعب به الفريق كل النسخ الماضية.Getty Imagesعلي سمير

مواهب فذة وصداع الركراكي .. عرش إفريقيا ينتظر المغرب بعد عام على المونديال!

اختبار من نوع آخر للأسود

بعد حوالي عام على إنجاز كأس العالم، يدخل المنتخب المغربي كأس الأمم الإفريقية وهو في زي مختلف تمامًا عن ما لعب به الفريق كل النسخ الماضية.

المغرب تدخل المسابقة وهي المرشح الأقرب والأوضح للحصول على لقب البطولة المقامة في كوت ديفوار، والسبب هو الإنجاز المبهر الذي حققه وليد الركراكي ورجاله في كأس العالم قطر 2022 بالتتويج بالمركز الرابع.

الفريق الذي قهر إسبانيا وبلجيكا والبرتغال، سيكون أمامه مهمة تبدو أسهل "على الورق" في المجموعة السادسة التي تضم الكونغو الديمقراطية وتنزانيا وزامبيا.

الأسود كانوا على قمة عرش منتخبات إفريقيا بعد هذا الإنجاز، فهل انهارت هذه المكانة؟ أم على منتخبات القارة السمراء الحذر من الالتهام على يد أشرف حكيمي وسفيان أمرابط وحكيم زياش وغيرهم..

تراجع لا يُذكر

Backpage

بعد الإنجاز المونديالي خاضت المغرب 8 مباريات خلال عام 2023، منهم 5 وديات ومباراتين في تصفيات كأس الأمم الإفريقية ومباراة واحدة بتصفيات كأس العالم.

الفريق حقق مفاجأة مدوية بتحقيق الفوز على البرازيل بهدفين مقابل هدف في مارس الماضي، بفضل الثنائية التي أحرزها سفيان بوفال وعبد الحميد صابيري.

وبعدها بدأت الأجواء المونديالية تتلاشى بالتعادل مع بيرو والرأس الأخضر من دون أهداف، وبعدها الفوز على بوركينا فاسو ثم التعادل مع كوت ديفوار بهدف دون رد.

وأما بتصفيات الكان فتلقى الفريق خسارة من جنوب إفريقيا 2/1 وفاز على ليبيريا بثلاثية نظيفة ليصعد كمتصدر لمجموعته، كما انتصر المغاربة على تنزانيا بهدفين نظيفين في تصفيات المونديال في نوفمبر الماضي، وهو الفريق الذي يجاورهم بنفس المجموعة في الكان.

1 year ago today, 🇲🇦Morocco wrote the history of the African continent! Becomes the African country to qualify for the semi-final of a World Cup.❣Morocco 🇲🇦 becomes the first team to reach the semi-finals of the World Cup without conceding any goal from the opponent players.…pic.twitter.com/Vy7shH4dUI

تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وضع المغرب بالمركز الحادي عشر في تصنيفه لشهر ديسمبر 2022 على هامش ما حققه الفريق في قطر، وبعد مرور عام على هذا التصنيف يحتل الفريق المركز الثالث عشر، مما يعني أنه تراجع لمركزين فقط.

وتظل المغرب في المركز الأول عندما يتعلق الأمر بالمنتخبات الإفريقية، ومن بعدها تأتي منتخبات السنغال، تونس، الجزائر، مصر، نيجيريا والكاميرون.

تحول صادم بالوسط

Getty

خط وسط المنتخب المغربي كان من ضمن الأقوى على مستوى العالم من دون أي مبالغة خلال فترة المونديال، ولكن الآن تحوم الشكوك حول هذا الخط بسبب ما يمر به عز الدين أوناحي نجم وسط مارسيليا وسفيان أمرابط لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي، مما قد يأتي بمثابة الصداع لوليد الركراكي.

أوناحي قال مؤخرًا في تصريحات صحفية قبل ذهابه لكأس الأمم:"أنا شخص أتعامل بقسوة جدًا مع نفسي، عندما لا ألعب بصورة جيدة أعترف بذلك، لدي شخص ما أعمل معه قبل المباريات وبعدها وهو أول شخص يتحدث معي عن هذا الهبوط".

النجم المغربي الذي أبهر المدرب الإسباني لويس إنريكي بعد مباراة إسبانيا المونديالية، يعمل جديًا على استعادة مستواه، ولكن ماذا عن أمرابط الذي فقد الكثير من بريقه في تجربته المتواضعة مع مانشستر؟

أمرابط كان على وشك الانتقال لبرشلونة، ويبدو أنه سيندم عل عدم اكتمال هذه الخطوة بسبب التجربة السيئة التي يمر بها في أولد ترافورد بتهميشه من ناحية وإقحامه كظهير أيسر من ناحية أخرى.

هل يتمكن نجم الأسود من وضع كل ذلك وراء ظهره ليستعيد مرة أخرى ما قام به أمام عظماء اللعبة في كأس العالم؟ هذا ما تطمح الجماهير في رؤيته بعودة نسخة المونديال واختفاء نسخة مانشستر ولو لشهر واحد!

وحتى حكيم زياش الذي رحل عن جحيم تشيلسي وانضم إلى جلطة سراي التركي، يعاني من إصابات مستمرة أعاقت من محاولاته الجادة لإعادة مسيرته إلى مسارها الصحيح.

استقرار ومواهب جديدة

BackpagePix

بعيدًا عن ثنائي الوسط سنجد العديد من الإيجابيات داخل المنتخب المغربي، مثل استقرار مستوى العديد من اللاعبين الآخرين مثل ياسين بونو، أشرف حكيمي وسفيان بوفال وعبد الصمد الزلزولي ويحيى عطية الله.

وسنشاهد كذلك الموهبة الاستثنائية أمير ريتشاردسون لاعب ريمس الفرنسي الذي يتنبأ الكثيرون بأنه سيكون أحد أهم مواهب القارة السمراء قريبًا.

سنرى كذلك أمين حارث من جديد في قائمة الأسود بعد غيابه عن المونديال، وشادي رياض موهبة شباب برشلونة الذي يرفض النادي الكتالوني التخلي عنه.

وأخيرًا أمين عدلي نجم ليفركوزن الألماني الذي سجل 5 أهداف وصنع 8 في 20 مباراة مع فريقه في البوندسليجا هذا الموسم.

🌟 2023 Highlights 🌟💯 Amine Adli Performance@bayer04fussball🆚 Häcken 🧙#UEL|@bayer04_en|@bayer04_es|@EnMarocpic.twitter.com/V4ECb45yvG

وقد يساهم تألق أمين عدلي وإجادته للعب بالعديد من المراكز الهجومية، في التخفيف من أضرار غياب عبد الرزاق حمد الله وهبوط مستوى النصيري وانخفاض معدله التهديفي نسبيًا مع إشبيلية وتأثره بالحالة الصعبة للنادي الأندلسي بالدوري الإسباني.

وفي النهاية سنجد أنه رغم بعض المشاكل التي يواجهها الفريق، إلا أن المغرب هي المرشح الأول للبطولة التي لم يربحها الأسود سوى مرة واحدة في 1976، إلا إذا ثبت عكس ذلك من الركراكي ورفاقه!